هل ستتلاشى سلبيات الموسم الفائت في الموسم الجديد ؟

ونحن نستشرف بدايات الموسم الجديد يجب ان نتذكر كل السلبيات التي لازمت الهلال في الموسم السابق وحالت دونه ودون تحقيق بطولة الدوري وادت الى انخفاض مستوى الفريق بشكل غريب في نهاية الموسم .

مشكلة الهلال لم تكن بسبب المدرب فحسب كما كان يتصور البعض واراها من وجهة نظري انها كانت تتمثل في غياب التفاهم التام بين اللاعبين ودائرة الكرة والادارة .

انطلقت شرارة الاخفاق في الموسم الفائت بعد الهزيمة من المريخ في الاسبوع الثاني بعد الحديث القاسي من ادارة النادي مع اللاعبين واستفحلت تماما بعد الهزيمة من اهلي شندي وحديث بعض الاداريين مع اللاعبين واتهامهم بالتقاعس حيث دخل عدد من اللاعبين الكبار في حالة من الاحباط وعدم الثقه كادت تنهي مسيرة بعضهم الكرويه .

اننا مع فرض سياسه الانضباط رغم ان بعض كبار لاعبي الهلال بلغوا مرحلة متقدمة من الفهم الاحترافي الا انني اجد نفسي ضد القسوة والحدة فاللاعبون هم في نهاية الامر بشر لديهم حدود للسعة وقوة الاحتمال وفرض الانضباط يحتاج الى توعية وتعليم ويجب ان يفرض على مراحل فالكثير من الناس لايتقبلون التغيير في بادئ الامر ولكنهم سرعان ما يتعايشون معه ويصبحون من اكثر المناصرين له .

القسوة والتهديد بالشطب و(العين الحمرا) لا تصنع لنا مقاتلين ورجالا اقوياء في زمن الحريات وتعدد المتاحات ولكن الحوار والاستماع والمشاركة الفعليه بالوضوح والشفافيه تبني قواعد الثقه المتبادله التي يرتكز عليها شبابنا لمواجهة تحديات الموسم المقبل .

يجب ان لاننسى ان الجيل الحالي من كبار لاعبي الهلال هم الذين قادوا الهلال الى تحقيق بطولة الدوري مرات ومرات وهم الذين ضحوا من اجل الهلال في عز الازمات وغياب ابسط الامكانيات .

ولابد ان يكون التعامل معهم بشكل مختلف وطريقه مختلفه تقديرا لجهودهم وتحفيزا لهم لبذل المزيد من العطاء والتفاني من اجل الهلال وتعزيزا للثقه التي تمكنهم من حسن قيادة زملائهم الجدد حتى تترسخ اقدامهم .

ولا اعتقد ان غياب المال او تاثير الاصابات الطفيفه سيكون سببا في تدني المعنويات ولكنه بلاشك سيكون سببا مباشرا اذا اقترن بقسوة المعامله وغياب الثقه والاهمال عند الاصابة ووقت الحوجة .

في الموسم الفائت اصيب علاء الدين وجلس حتى نهاية الموسم وعانى ما عانى خلال هذه الفترة والحال نفسه ينطبق على زميله مدثر كاريكا الذي واجه الكثير خلال فترة الاصابة ولانريد لمعاناة علاء الدين ومدثر في الموسم الفائت ان تستمر مع بعض زملائهم في الموسم الحالي ..

الاهتمام باللاعب المصاب يدفع بقية زملائه لمزيد من العطاء والتفاني والتضحيه من اجل الهلال واهمال المصابين يجعل البقية حذرين في عطائهم فهم في نهاية الامر لاعبون وكرة القدم هي مصدر دخلهم الوحيد ولابد ان يحافظوا على انفسهم من اجل الاستمراريه والكسب .

مهمة المعلم الكبير ورفاقه في دائرة الكرة ستكون صعبه وشاقه جدا هذا الموسم ولكننا نثق فيهم تمام الثقه وندرك بانهم سيكونون على قدر التحدي والمسئوليه .

ولابد ان تمنح ادارة الهلال صلاحيات واسعه لدائرة الكرة تكسبها ثقة اللاعبين اولا وتمكنها من اداء مهامها بالشكل الذي يقضي على كل المشاكل الصغيرة والحاجة الملحة في بعض الاحيان .

الاصطدام المباشر بين الادارة واللاعبين يوصل الكثير من المشاكل الى طريق مسدود ولابد ان تشكل دائرة الكرة الطبقه العازله التي تمتص قوة الاصطدام وتحافظ على طبيعه العلاقه القائمه على الاحترام المتبادل بين كل الاطراف .

عدد من لاعبي الهلال استعادوا مستوياتهم المعهوده مع المنتخب من خلال بطولة الكان وكل الدلائل تشير الى ان جميع لاعبي الهلال على اتم الجاهزية لتقديم موسم استثنائي وتبقى الكرة في ملعب الادارة وسياستها في المحافظة على هذه المعنويات وهذه الجاهزيه بحسن التعامل وحسن الادارة وتذليل العقبات واستيعاب مشاكل اللاعبين والعمل على حلها .

متفرقات

تجربة الهلال امام زيسكو الزامبي مساء اليوم ستكشف عن الوجه الحقيقي للهلال خلال هذا الموسم ..

زيسكو فريق مميز وصاحب امكانيات كبيره وتضم تشكيلته عددا من العناصر الشابه التي تتميز بالقوه والمهارة وهذا الفريق يمثل الوجه المشرق للكرة الزامبيه التي تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الاخيره .

يجب ان لا نستعجل في الحكم على اللاعبين الجدد وان نمنحهم الثقه والفرصه الكافيه حتى يثبتوا وجودهم ويقدموا كل امكانياتهم للنادي .

فالبعض قد ترهبه صعوبة التجربه والبعض الاخر قد يهاب الحشد الجماهيري الكبير ولكن يجب ان نعلم بانه لايوجد لاعب دون قامة الهلال طالما انه نال شرف ارتداء الشعار الازرق واستطاع ان يفرض اسمه من خلال مشاركاته مع فريقه السابق .

يجب ان نشجع كل اللاعبين الذين يمثلون الهلال بمستوى واحد بغض النظر عن آرائنا المسبقه فيهم فهنالك جهاز فني وهذا الشئ من صميم اختصاصاته في نهاية الامر .

نعلم ان بعض العشق يجعل الكثيرين منا يتجاوزون حدودهم وصلاحياتهم ولكن يجب ان يفرض علينا ذاك العشق الازرق ان نترك لكل مختص اختصاصه لان المصلحه تقتضي ذلك ولان الواقع يقول كل انسان مبدع في مجاله .

انتقاداتنا اللاذعه للمدرب وللاعبين تهز من ثقتهم في انفسهم وصافرات الاستهجان لا تغير من واقع الحال لان اي لاعب او مدرب ياتي للملعب لتقديم افضل ما عنده ولا يبحث الا عن النتيجه الجيده والاداء المشرف .