Test

عنف الملاعب قبل الانطلاقة

17 فبراير 2013
على غير العادة انفعل مدرب الهلال غارزيتو عقب اللقاء الودي امام الامل وجاء احتجاج المدرب على العنف الكبير الذي رافق المباراة من قبل لاعبي الفريق الضيف وهو ما عرض الكثير من لاعبي الهلال للاصابات في وقت مبكر قبل انطلاق الموسم .
 
للامانة اجد المدرب محق في الاحتجاج على ماحدث في المباراة واعتقد انه من العيب على لاعبين يلعبون في فريق الامل لازالوا يمارسون هذا الاسلوب في اللعب الخارج عن الروح الرياضية .
 
الكثير من الاندية والمنتخبات خصوصاً المصرية دائماً تشتكي من العنف الزائد عندما تقابل انديتنا وهي ظاهرة ظلت تلازم الكرة السودانية منذ سنوات لدرجة انها تركت سمعة سيئة عن الكرة السودانية .
 
لا ادري متى يتعلم لاعبونا ثقافة اللعب النظيف ويتخلون عن هذه الظاهرة السيئة التي تسببت في انهاء مسيرة الكثير من اللاعبين الموهوبين في ملاعبنا , حيث اشتهر لاعبون بالضرب والخروج عن الروح .
 
واعتقد ان مباراة الهلال الودية مع الامل كانت بمثابة الانذار الاول للحكام الذين يتوجب عليهم حماية اللاعبين من اصحاب الاداء العدواني حتى لانفقد لاعبين مهمين في الموسم الحالي .
 
في الهلال كانت هذه الظاهرة ملازمة للحارس المعز محجوب في بداياته قبل ان يتخلص منها مع زيادة خبرته ليصبح اكثر هدوءًا في الوقت الحالي , وكاد المعز في بعض المباريات ان يتسبب في انهاء مسيرة الكثير من اللاعبين .
 
وسابقاً كان صلاح دوشكا من اشهر اللاعبين واكثرهم عنفاً لدرجة ان العديد من اللاعبين كانوا يخشون الالتحام معه نظرًا للقوة الجسمانية التي كان يتمتع بها دوشكا الذي كان ظاهرة في الملاعب السودانية .
 
اللعب العنيف كان خصماً على دوشكا الذي كان بامكانه ان يعمر اكثر في الهلال الذي جاء إليه من فريق الخرطوم ولكن اللاعب ظل بنفس الاسلوب لتنتهي مسيرته سريعاً مع الكرة .
 
وفي المريخ كان الضو قدم الخير احد اعنف المدافعين ونذكر انه كان دائماً يلازم الراحل والي الدين وكثيرًا ما تسبب في اصابته بأدائه العنيف والخارج عن الروح الرياضية .
 
نعرف ان التخلص من هذه العادة السيئة لايأتي بين يوم وليلة، بل هي ثقافة كان يجب ان تعطى للاعبين وهم في سن صغيرة , ونحن نجد لاعبينا اعتادوا على ممارسة اللعب العنيف منذ الصغر ولذلك نجدهم يحصلون على كروت مجانية في المباريات الخارجية ..
 
ومن وجهة نظري ان الحكام يمكن ان يلعبوا دورًا مهماً لانهاء هذه الظاهرة او التقليل منها من خلال تطبيقهم للوائح دون مجاملة حتى لو كان هذا الشئ يؤدي لطرد عدد كبير من اللاعبين ويتسبب في اثارة الجماهير .
 
ظاهرة العنف ظلت تسبب قلقاً للكثير من المدربين الاجانب الذين اندهشوا لما يحدث في ملاعبنا من ضرب ولعب على الاجسام بحيث ادى هذا الشئ لانهاء مسيرة لاعبين مهمين وركائزًا اساسية .
 
اقترب الدوري من الانطلاق والعين ستكون على الحكام بعد ان تعهد صلاح احمد محمد صالح باختيار الافضل لإدارة مباريات البطولة التي تحتاج بالفعل إلى حكام نخبة قادرين على اخراج المباريات دون أي مشاكل وبلا مجاملة أو خوف .
 
وشخصياً أرى انه من المهم أن يتم التركيز على عدد محدود من الحكام يتم اختيارهم بدلاً من ترك الباب مفتوح واسناد مباريات مهمة الى حكام ليس لديهم الخبرة اللازمة ويتسببون في اضاعة مجهود الفرق التي اعدت نفسها للمنافسة وصرفت على لاعبيها امولاً طائلة . 

Share this