Test

كروجر .. وحصة محمد موسى ..!!

9 نوفمبر 2013
 
 
كذب الألماني كروجر ذلك اليوم عندما خرج بتصريح نشرته كل الصحف بعد مباراة للمريخ شهدت غضبا جماهيريا كبيرا على اللاعب محمد موسى بسبب ادائه الذي لم يعجب الجمهور في تلك الأمسية .. أضطر كروجر لسحب محمد موسى بعد ان بدا يفقد التركيز بسبب الضغط الجماهيري الكبير وصافرات الإستهجان التي كانت تتعالى كلما استلم الكرة .. فلم يكن يستطيع ان يقدم شيئا ايجابيا بسبب ضغط الجمهور .. وكلنا يعلم ان الجمهور السوداني يشجع (اللعبة الحلوة فقط ) ولا يشجع لصناعة اللعبة الحلوة .. فمحمد موسى في ذلك اليوم كان في حاجة ماسة لوقفة الجمهور معه بالتشجيع والمساندة .. ولكنها خذلته فلم تقدم له سوى الزجر والسب وصافرات الإستهجان ..فخرج من الملعب وهو يشير للجمهور (بأنك على رأسي من فوق ) ..شخصيا أكبرت حينها هذا التصرف من اللاعب الذي اتي من قبيل .. (وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) أو كما جاء في معنى الآية الكريمة.
 
خرج محمد موسى حزينا مكسور الجناح .. يخفي الكثير من الألم في داخله .. اعتقد حينها انه كان يشعر (بالوحدة) في ملعب ملئ بعشرات الآلاف من الناس ..!! ولكن ولحسن الحظ وجد موسى من يقف معه في محنته .. ويقدم ما بخلت به الجماهير .. وجد موسى مدربه الألماني كروجر ينتظره على حافة الملعب ويصفق له ..!!
 
قلت في بداية هذا العمود كذب كروجر .. وكنت أقصد ما قاله في تلك التصريحات التي تلت المباراة .. قال كروجر في تصريحه الكاذب (محمد موسى لم يكن سيئا .. وقد نفذ ما طلبته منه بالحرف) .. بالفعل لا يمكن ان نصدق ان كروجر قد طلب من لاعبه ان يخطئ تمرير الكرة لأكثر من مائة مرة .. وان يكون شارد الذهن وعالة على فريقه في تلك المباراة .. ولكني انا وعن نفسي فهمت ان كروجر وبكذبته (البيضاء) تلك لم يكن يهمه ان يقرأ هذا التصريح سوى محمد موسى .. اراد ان يخبره انه يقف إلى جانبه .. وأنه ينتظر عودته لمستواه الطبيعي ..قال نفس الرسالة التي ارادت الجماهير ان تقولها .. ولكن بطريقة ايجايية تشجيعية ..طريقة (أبوية) ينبغي ان تدرس في مناهج علم النفس ..!! صرح موسى مؤخرا وقال كروجر هو الوحيد الذي وقف معي .. هو وحده من كان يؤمن بقدراتي ..!!
 
وبالفعل كان ما أراده الألماني حينما رد محمد موسى الإحسان بالإحسان ..وبادله التحية بأفضل منها وهو ينقذ حظوظ المريخ في الحفاظ على الصدارة في مباراة النيل الحصحيصا الأخيرة فتسبب في ركلة الجزاء التي أحرز منها المريخ هدف التعادل .. ثم سجل اللاعب نفسه هدف الفوز الذي ضمن لفريقه الحفاظ على صدارة الدوري ..!!
 
محظوظ المريخ وهو يمتلك هذا المدرب الذي يعرف جيدا كيفية التعامل (سايكولوجيا) ونفسيا مع لاعبيه الذين تتوافر لديهم رغبة القتال والدفاع عن الوان الفريق .. عاد محمد موسى للمريخ وسوف يواصل التألق في مقبل المباريات اذا ما استمع لنصائح مدربه ووجد الدعم من الجمهور ..!! 
 
دعوة نوجهها للجمهور .. (التشجيع) انظرو في هذه الكلمة .. إنها تعني (تزويد) اللاعبين بالروح الإيجابية والمعنوية العالية ودفعهم ومساعدتهم للأداء بقوة انها تعني الهتاف لهم في حال التألق وفي حال الإخفاق ايضا .. نحن هنا نصفق لمن يؤدي بصورة جيدة ونلعن ونسب من يخطئ .. في الوقت الذي يحتاج فيه من يخفق لمن يشد من أزره ويقف لجانبه صدقوني لو لم يكن كروجر مدربا للمريخ لضاع هذا اللاعب ولضاع مستقبله .. ولما استفاد من موهبته المريخ ..!!
 
قف :
 
أستاذ يا كروجر ..!!
 

Share this