Test

الكلمة الخطا تقتل أمة

24 مايو 2016

الشارع الرياضي - محمد احمد دسوقي

  • في لقاء أجرته قناة "أنغام" مع الدكتور فضل الـله أحمد عبد الـله عميد كلية الموسيقى والدراما تحدث فيه عن فن الغناء والدراما السودانية التي قال: إن مشكلتها ليست في النصوص أو مواهب الممثلين وقدراتهم ولكنها في التمويل، لأن الدراما الجيدة تحتاج إلى صرف متواصل في مجالات الإخراج والديكور والملابس والبروفات المتواصلة لتقديم عمل يرضي طموح وتطلعات المشاهدين، وقال في معرض حديثه عن أهمية الكلمة في مختلف المجالات ودورها في تشكيل الرأي العام وتعميق الحس الوطني وترسيخ القيم والأخلاقيات ودفع الجماهير للعمل الجاد لتطوير الأوطان قال" إن الكلمة الخطأ تقتل أمة" وهو تعبير استرعى إنتباه الجميع لقوة وعمق مضمونه.

  • وأشار الدكتور فضل الـله إلى أن الطبيب إذا ارتكب خطأ طبياً فإنه يقتل شخصاً واحداً والمهندس إذا أخطأ في التصميم أو التنفيذ لأحد المنازل فإنه يقتل مجموعة من المواطنين، أما الخطأ في الكلمة فإنه قد يقتل أمة وهي إشارة واضحة لضرورة التزام أصحاب الأقلام في مختلف المواقع بالأمانة والمنطق والموضوعية في كل ما يكتبونه أن يبتعدوا عن استخدام الكلمات والتعابير والمعاني المنفلتة والجانحة التي تثير الفتن والمشاكل وتهدد وحدة الوطن وأمنه وسلمه الاجتماعي خاصة وأنه مستهدف من الحركات المسلحة ذات الاتجاهات العنصرية والانفصالية.

  • وبالنسبة لنا في مجال الصحافة الرياضية فإن حديث الدكتور فضل الـله عن الكلمة القاتلة يعني الكثير خاصة وأن حملات الهجوم والسباب التي تجرح الكرامة وتؤذي المشاعر تقتل يومياً الكثيرين من الإداريين واللاعبين والحكام والمدربين ببذئ الألفاظ وفاحش القول وساقط الكلام الذي لن يتوقف إلا بقرارات حاسمة ورادعة تجعل القتلة يترددون كثيراً في ممارسة القتل المعنوي والذي هو لا يقل سوءاً عن قتل الروح الذي حرمها الـله إلا بالحق.

  • شكراً للدكتور فضل الـله على تعبير "الكلمة الخطأ تقتل أمة "والذي صور به النتائج السيئة و البالغة الخطورة للتوظيف غير الصحيح للكلمة والذي يعتبر أحد الأسباب الأساسية لتراجع وتدهور الكرة السودانية ولكل ما يدور فيها من صراعات ومشاكل حوَّلتها من ساحة تنافس شريف إلى ساحة حرب تزهق فيها الأرواح بالطعن في أمانة الرياضيين وشرفهم وأخلاقهم دون وازع من ضمير أو خوف من حساب.

جكسا يطالب بتسجيل هيثم لإنهاء حياته الرياضية في الهلال:

  • في تعليقه على مطالبتي بعودة الكابتن هيثم مصطفى لصفوف الهلال للاستفادة من قدراته الكبيرة وموهبته الفذة كصانع ألعاب قال جكسا أسطورة الهلال وأعظم من أنجبته الملاعب السودانية إنه يتفق معي في مطالبتي بعودة هيثم مصطفى لكشوفات الهلال، ولكن ليس لمواصلة اللعب، بل لإعادته للكشف وإخراجه منه لينهي حياته الرياضية في الهلال ويصبح من قدامى لاعبي النادي الذي دافع عن شعاره لسنين طويلة.

  • وأشار الأسطورة إلى أنه ليس من المعقول أو المقبول أن يلعب هيثم للهلال 17 عاماً منها 11 عاماً ككابتن للفريق ويصبح من قدامى لاعبي المريخ الذي ذهب إليه في ظروف يعملها الجميع.

  • وأبان جكسا بأن الهلال قد عرف دائماً بالعفو والتسامح مع من يجزلون له العطاء من أبنائه الذين يتجاوز عن أخطائهم كما حدث عدة مرات ولذلك نناشد مجلس الهلال لإعادة تسجيل هيثم وشطبه في التسجيلات القادمة ليرد له اعتباره ويرفع عنه معاناة اللعب للمريخ ويتيح له فرصة إنهاء حياته بالهلال ليصبح عضواً فاعلاً في تنظيم قدامى لاعبي النادي مثله مثل كل من ارتدى شعار الهلال وبذل في سبيله الجهد والعرق والتضحيات (إنتهى حديث جكسا).

  • ورغم قناعتي التامة بحاجة الفريق الماسة لجهود هيثم في خلق الفرص وبناء الهجمات والتي ستعيد للهلال قوته وفعاليته في وجود كاريكا وسادومبا في الهجوم، إلا أنني احتراماً لرغبة كابتن جكسا أتنازل عن مطالبتي بعودة هيثم للملاعب، لأن الهلال علمنا أن نستمع لمن صنعوا تاريخ النادي وامتعوا الجماهير بفنهم وإبداعهم وأهدافهم الرائعة وأن نستجيب لآرائهم ومقترحاتهم التي تنطلق من مصلحة الهلال العليا ولا شيء سواها.

  • واعتقد أن مجلس الهلال مطالب بالاستجابة لاقتراح كابتن جكسا بإعادة تسجيل هيثم لينهي حياته في الهلال لأنه عندما يطرح نجم في قامة ومكانة جكسا أي اقتراح لابد من الموافقة عليه تقديراً لعطاء هذا اللاعب الأسطورة الذي أوقف انتصارات المريخ بهدفه الشهير في ليلة المولد وأطرب الجماهير ببراعته في التمويه والتخلص ولعب الكرات اللولبية وقذائفه التي لا تصد ولا ترد وظلت محفورة في أذهان الجماهير لما يقارب الأربعة عقود.

رحل خبير التحكيم بجسده و ستبقى ذكراه حية في الوجدان:

  • رحل عن الدنيا الفانية إلى دار الخلود إثر علة مفاجئة لم تمهله طويلاً المغفور له بإذن الـله خبير التحكيم الطاهر محمد عثمان الذي شيَّع مساء أمس إلى مقابر الصحافة في موكب مهيب شاركت فيه أعداد كبيرة من الرياضيين الذين ذرفوا الدمع السخين حزناً على رحيله المر الذي ترك صدمة عميقة في نفوس الجميع لعلاقاته الطيبة وحسن تعامله وتواصله الإنساني بمشاركته في كل المناسبات الاجتماعية.

  • كان - رحمه الـله - واحداً من أفضل الحكام السودانيين وأكثرهم سرعة في اتخاذ القرار وشجاعة في تطبيق القانون ومواجهة حاسمة لأي سوء سلوك أو لجوء للعنف.

  • وبعد اعتزاله عمل في تدريب وتأهيل الحكام، حيث تخرج على يديه عدد كبير من الحكام الذين وصلوا للدولية وشرفوا الوطن بكفاءتهم العالية، كما عمل في تحليل أداء الحكام في المباريات بمهنية عالية وشجاعة في تقييم الزملاء دون مهادنة أو مجاملة لأقرب الحكام إليه.

  • رحل الطاهر بجسده ولكن ذكراه ستبقى حية في الوجدان بجهده وانجازاته في مجال التحكيم وبأدبه وأخلاقه وجميل طباعه.

  • ألا رحم الـله الطاهر رحمة واسعة بقدر ما قدم للوطن والرياضة والتحكيم وألهم آله وذويه وأصدقائه وأحبابه الصبر والسلوان وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.


Share this