Test

دور الاعلام الريـاضي في المنظومة الرياضية داخل البلاد

3 أكتوبر 2014

بقلم : أمير العبيد نور الدين

تأتي أهمية البحث عن دور الاعلام الرياضي من خلال إبراز المشاكل التي تعترضه ومحاولـــــــــــة البحث عن حلول جذريـــــــــــة حتى يـــأخذ المنحى الذي وجد من اجله وهو توجيه الرأي العام وتوفير الاخبار اللازمة للمتـــــــــــابع الرياضي بصفة عــامـــة.

الاعلام بصفة عامة يـــــُعتبر السلطة الرابعة في أي دولـــــــــــة وهو بالاساس عمليـــة تعبير موضوعي تقوم على البحث عن الحقائق وجمع المعلومات ، وبعض الاشاعات لجلب الانتــــباه أو لأغراض مشبوهة لــــــــــــكن الغاية الاساسية للاعلام الرياضي تتمثل في ذلك المضمون الذي يقدمه سواءً للقارئ ان كان اعلاماً مقـروءاً أو للمشاهد ان كان مرئياً وللمستمع ان كان اعلاماً سمعيـاً ،حتى الاعلام الالكتروني ومدى مسايرته لروح المجتمع الموجود فيـه ، فيكون أما فعالاً أو مشوِّهاً له ،خاصة ببث الاشاعات وتوجيه الرأي العام إلـى غايات مريبة. ونـــظراً لاعتماد المتابع للشأن الريـــــــــاضي على ما يـــقدمه الاعلام من اخبار وتقارير ومايقوم به من صياغة الواقع الرياضي فـــــإذا قدمه كما هو كان مجرد خبر وإذا تم التلاعب فيـه كانت الأزمات والمشاكل لذلك كان لابد من مراقبة هذا الهيـكل حتى لا يـــــــــصاب المتابع الريــــــــــاضي بتمزق وتشتت الرؤى ويفقد الثقة بذلك في كل ما يمت للرياضة بصلة في ذلك المجتمع المصغرـ المنظومة الريــــــــاضية المحلية. وهو ما نلحظه في واقعنا اليوم.

وتكمن أبرز سلبيات الاعلام الرياضي في البلاد في النقاط التاليـة :

-- التجاهل النسبي الذي يبرز في اعمدة الصحف والملحقات الرياضية للواقع الرياضي ومشاكل الفئات الشبابية

-غيـاب التواصل بين المؤسسة الاعلاميـــــــــــــة والهياكل الريـــــــــــــاضية من اتحادات وانديـــــــــــــــة وغيرها.

وسط الجماهير والرأي العام -الاشـــــــــــــاعات لإثارة البلبلة.

- ضعف التأطير داخل المؤسسة الاعلاميــــــــــــة وغياب الكفاءات المتخرجة من كليات الصحافة وعلوم الاخبار. وإلـــــــــــى ذلك من المشاكل.

ومنه يمكن استنتاج بــــــــــعض الحلول التي قــــــــد تكون ذات فائدة إذا طبقت لعل ابرزها يكمن فـــــــــــي :

- - تفعيل الجهات الرقابية الخاصة بالاعلام الريـــــــاضي خاصة تلك التي تراقب مصادر الاخبـــــــــــــار ، لدعم ثقة الرأي العام في هذا الـهيكل ..

- وضع قـــــــــانون ينظم الانتدابات في هذا المجال فـــالدخلاء كُثر وأصحاب الاقـلام المأجورة أيضاً كثر ..في هذه الحالــــــــة وجب مراقـــبة مسارات بعض الخطوط التي تسعى للكسب المادي أكثر من تبصير الرأي العام

والبحث عن حلـــــول كفيلة بتطوير الريــــــــــاضة في البلاد ..

- زيادة المكافآت والحوافز لأصحاب الاقلام الداعمة للتطوير وتكريمها ..

- دعم الاستثمار في المجال الاعلامي من خلال استغلال الدورات والمناسبات المهمـة كانت محلية أو اقليمية ..

تعزيز دور الدولة في تجهيز الملاعب والصالات بــــأماكن لائقة خاصة بالاعلاميين حتى يكون عملهم مثمر وفي مستوى الحدث ..

- تسليط الاضواء على الفئات الشبابية والمواهب المدفونـة حتى يكون للاعلام دور ريادي في هذا المجال.

ويعتبر الاعلام بصورة عامة احد اهم ركائز التطور والنهوض في كل المجالات الحياتية، إذ يناط به تمليك المواطنين حقائق مايدور في بلدهم من سلبيات وايجابيات وتحريضهم على بذل دور ايجابي تجاه حفظ حقوقهم والتمتع بها بحرية كاملة كذلك تستغله الحكومات المختلفة لتعزيز دورها تجاه المواطنين ولذلك فإن للاعلام أهمية قصوى طالما يهتم به الحاكم والمحكوم .

والاعلام الرياضي يعتبر أحد أهم ركائز المنظومة الرياضية في كل العالم وتقع عليه مسؤولية تعريف الناس بالخطط والبرامج والمشروعات التي تتبناها الدول في مجالات الرياضة ومدى تنفيذ هذه البرامج من عدمه وفق منهجية ومهنية واحترافية تحتم عليه تناول القضايا بتجرد ونكران ذات.

في بلادي يمارس الاعلام دوره بصورة ليست مثالية في الغالب إذ انحصر وانقسم إلى معسكرين واحد ازرق والاخر احمر وليتهما يطلعان بدور كبير تجاه مسيرة الناديين ولكنهما سجلا تناحرًا ضد بعضمها البعض، بل ذهبا اكثر من ذلك إلى مواقف سلبية لاتخدم مصالح الناديين العملاقين لدرجة أن مجالس الادارات والمدربين واللاعبين والجمهور لهذه الاندية ظلوا يتأثرون سلباً من هذا الاعلام.

فالاعلام الرياضي الذي ننشده هو ذاك الاعلام الذي يضع مصلحة الرياضة أولاً في الحسبان ويعمل على تقديم المبادرات والرؤى والافكار وفق منهجية وعلمية تفضي إلى التطوير المنشود، وكذلك تقديم النقد البناء المبني على معايير المحاسبة والرقابة على ما تعلنه هذه المجالس أو الادارات من برامج ومشروعات لتطوير الرياضة وادارة شأنها.

لا نقرأ كثيرًا عن مستقبل الرياضة في بلادي فكل الذي يجري عبارة عن تفاعل مع احداث يومية بشئ من السخرية والطرفة والتشاكس غير المجدي .

لماذا لايقدم الاعلام الرياضي رؤية تقييمية وتحليلية لمسيرة الرياضة واستقراء مراحل تطورها أو تراجعها هنا وهناك ؟

لماذا لا يعمل الاعلام الرياضي على مراجعة القوانين التي تنظم النشاط الرياضي في بلادي ؟ وهل نحن نسير في الاتجاه الصحيح ؟

نحتاج إلى اعلام رياضي في كافة وسائله لا يقوم على ثنائية الفشل والانتماء إلى الناديين ...نريده اعلاماً حرًا متجردًا وفق اسس علمية ومنهجية واحترافية ليكون اعلام ذا سلطة حاكمة وموجهة للمسيرة ومقيماً ومقوماً لها ..نريده اعلاماً لايفرح حين يكون المقام مقام حزن ..ولا يحزن أن كنا نحتاج الفرح وقد رسمه ابطالنا عطاءً في سوحه المختلفة ..نريد اعلاماً يتناول القوانين ويعمل على تعزيزها لدى الجمهور الرياضي ..يتناول الخطى والتجارب العالمية في التطوير فيرسخها ..يغرس روح الوطنية والمسؤولية فتتعاظم ادوارنا ...يتمسك بميثاق شرفي لتعزيز التطور وترسيخ القانون لصالح التطور والترفع على المصالح الصغيرة ..اعلام ينظر إلى المستقبل برؤى استشرافية ويزرع الامل في النفوس ..لن يتحقق التطور إلا بعد وضع العربة خلف الحصان ..نحتاج إلى هزة قوية بجزع النخلة لتساقط علينا رطباً جنياً من التطور والنهوض ..وأقول معاً يمكن أن نعمل أكثر.


Share this